واو الناموس
واو الناموس»، جبل بركاني في جنوب وسط ليبيا وجنوب الهروج يبلغ ارتفاعه 565 مترا، به عدد كبير من البحيرات متعددة الألوان المنتشرة على سفحه مع النباتات، وتشير معظم الدراسات العلمية إلى أن تسميته بـ (واو الناموس) أتت بسبب أفواج البعوض التي كانت تنتشر في المكان يعد هذا المكان محمية طبيعية لبعض الكائنات النادرة حيث اكتشف العلماء 16 نوعا جديدا من أنواع البعوض في هذه المنطقة، ويرجع بعض علماء الأنثروبيولوجيا أو علم الإنسان بأن استخدام الحديد في حضارة النوق NOK في غرب أفريقيا يعود إلى بودرة الحديد المتواجدة في المنطقة الجنوبية الغربية من موقع واو الناموس وتعد تلك المنطقة موقع جذب سياحي إذ يشبهها الزوار كأنها قطعة من سطح القمر سقطت على الأرض مكانها المنطقة أشبه ما تكون بسطح القمر فهي منطقة منعزلة جنوب الهروج الأسود بنحو 100 كم وسط سطح سرير تبيستي، فهو عبارة عن مخروط بركاني يتكون من بقايا طفحية ورماد بركاني ومحاط ببحيرات جميلة أشجار النخيل والقصب والخيزران والأثل، وهي تقع جنوب الهروج الأبيض والبحيرات على شكل هلال، وهي ثلاث بحيرات كبيرة شرقية وغربية وجنوبية وبحيرة كبريتية ذات لون أحمر، أما الفوهة محاطة بهالة كبيرة من تربة سوداء، كما يمثل الهروج الأسود ظاهرة أخرى من ظواهر الطبيعة الجذابة بما يتمتع به من تنوع في صخوره البركانية وتضاريسه المتجعدة وهو يشكل أوسع رقعة تغطيها البراكين الخامدة في أفريقيا ويقع الهروج الأسود في وسط ليبيا حالة استثنائية.
يعتبر جبل «واو الناموس» حالة استثنائية تثبت القاعدة التي تقول أن الصحراء تحمل الكثير من العوالم المختلفة وتتميز بالتطرف المناخي والتناقض في الأشكال الطبيعية، هذا الجبل البركاني الذي تنفس في آخر ثورانه منذ آلاف السنين والتي تشهد عليها الطفوح البركانية والصخور البازلتية السوداء المظلمة التي تدفقت من فوهة البركان الدائرية المنتشرة على مسافة قطرها يمتد ما بين 10 – 20 كيلومتر وشهد على ثورانها ذلك إنسان العصور الحجرية، كما أن وجوده كجبل بركاني منفرد وسط المكان يعد بمثابة ظاهرة عجيبة تستحق الدراسة والبحث .